أمبارك الحسناوي
إن
استمرار اعتصام الأسرى المغاربة المفرج عنهم من قبل جبهة البوليزاريو أمام
قبة البرلمان يطرح عدة أسئلة محرجة للدولة المغربية و القائمين على تسيير
شؤون البلد من قبيل :
من هم
هؤلاء الأسرى ؟ و لماذا يعتصمون ؟ ألم يكن من الأولى أن يكرموا و يغنوا عن
مذلة الاعتصام و المبيت في الشوارع ؟ أليس من الأولى تخصيص أحياء تؤوي
أبناء الشهداء و الأسرى و المفقودين ؟- على غرار أحياء العائدين من مخيمات
تندوف / حي العودة بكل من العيون و السمارة و بوجدور و الداخلة و طانطان و
كلميم بل و أعطيت لهم منازل بكل المدن المغربية –
الم
تعترف الدولة المغربية بالعاطلين من أبناء قدماء المحاربين و العسكريين و
من بينهم أبناء الأسرى و المفقودين و تخصص لهم نسبة 25 في المائة من
الوظائف العمومية؟ هذه النسبة التي ظلت حبرا على ورق و من أبناء الشهداء و
الأسرى من قرب على تجاوز عتبة التوظيف العمومي و لا زال ينتظر .
ألا تستحق أرامل الشهداء و المفقودين و بناتهم كرامة العيش بعيدا عن مذلة الاشتغال بالبيوت و المهن المنحطة ؟
ألا يستحق ذالك الفارس الذي خاض الحرب نيابة عن من تربعوا على الكراسي أن ينصب له نصب في قلب العاصمة الرباط يخلد بطولاته و أمجاده؟
أولا
يستحق هذا الفارس المغوار و لو إشارة سريعة إلى ملاحمه البطولية في مقررات
التعليم المدرسي؟ أولا يستحق هذا الأسير الجريح الذي لم يبق فيه الأسر إلا
عظاما نخرة معاشا يِؤمن مستقبله و مستقبل أولاده الصغار – جل الأسرى لم
يتزوج إلا بعد الرجوع من الأسر أو ترك زوجة و بعد عودته و جدها مقبورة حسا
أو معنى أو هما معا-.
الم يكن
من الأجدر أن يعوض ضحايا حرب الصحراء كما عوض ضحايا سنوات الرصاص أو بصيغة
أخرى ما الذي جعل الدول المغربية تغدق العطايا على المنشقين عن جبهة
البوليزاريو و تنسى أو تتناسى أبطالها الأشاوس ؟
ألم يكن
من الأولى أن تستعين الدبلوماسية المغربية بملف الأسرى في قضية الصحراء
بدل الاستعانة بجلادي الأمس؟ خصوصا و أن من الأسرى من يحمل شواهد عليا بل
منهم من ألف كتبا عن فترة الأسر.
ألا يعتبر وجود جلادي الأمس في مواقع القرار إهانة للمغاربة قاطبة و لضحايا حرب الصحراء بالخصوص.؟
ما تأثير اعتصام الأسرى أمام البرلمان على الأجيال الصاعدة و مردودهم في خدمة الوطن ؟
ألا يعتبر اعتصام الأسرى سببا للهزائم النفسية التي قد تلحق الجنود المغاربة في حالة الحرب– لا قدر الله –
ما مصير مزانية الجيش ؟ و هل من سبيل إلى التدقيق في حساباته؟ خصوصا و أن هناك من الضباط من اغتنوا بين عشية و ضحاها .
هل من
سبيل إلى التحقيق في خيانات وقعت أثناء الحرب بشهادة قيادات البوليزاريو و
مجموعة من العسكريين؟ أم أن قانون حصانة العسكر جعل الخائنين بعيدين عن
المسائلة .
الا
تستطيع حكومة الاستاذ عبد الاله بن كيران وضع حد لهذا الوضع المأساوي الذي
عمّر لأزيد من ربع قرن؟ أم أن القصر الملكي هو الأولى بالتدخل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق