عن صحراء بريس/عبدالله بايه-العيون
تشرف قيادة الجيش بضواحي العيون، على عملية
توزيع المساعدات الغذائية على سكان المخيمات، دقيق وسكر ومواد غذائية تكلف الدولة
أكثر من 20790 حصة، ينقلها الجيش إلى السكان بشكل دوري، غير أن الكثير من الأحداث
التي وقعت كشفت أن مسؤولين كبارا في الجيش في الجنوب اغتنوا من أموال المخيمات،
كما اغتنى الأعيان الذين استفادوا من صفقات التمويل، كما هو الشأن بالنسبة إلى
مقرب من مسؤول عسكري يستفيد من عائدات الاتجار في لحم الإبل الذي يستقدمه من شمال موريتانيا
لتوزيعه على المستفيدين. قبطان سابق بالمنطقة جرى ترحيله إلى الثكنة العسكرية بابن
سليمان، بناء على تقرير للجنة التفتيش، كشف أن المسؤول العسكري تورط في تهريب
المساعدات الغذائية على متن سيارتين لنقل البضائع "من صنف هوندا" ضبطت
مملوءة عن آخرها بالتموين العسكري المخصص لأفراد الثكنة، كان الحادث بمثابة الشجرة
التي تخفي الغابة، غابة من الأموال صرفتها الدولة على مدار 17 سنة من المأساة
الاجتماعية لسكان المخيمات والأزمة السياسية للسلطات العمومية، التي وقفت عاجزة
أمام زحف المخيم بعد ظهور فئة أخرى تدعى "الزماك" انتقلوا طواعية هذه
المرة للعيش في المخيمات بالنظر إلى ما توفره من حياة بخسة بالمجان.
صفقات التموين الخاصة بالمخيمات، تشرف عليها
القيادة العسكرية في الجنوب بشكل مباشر، غير أن ما يلي الصفقة، يكشف الكثير من
ملابسات التلاعب في التموين، فالإبل مثلا التي تنحر لتموين سكان المخيمات مرتين في
الشهر، تستقدم من ضواحي الداخلة أو موريتانيا إلى أيت ملول، هناك تترك لمدة حتى
توزن ثم تنحر وتنقل إلى العيون. إحدى الأسر الصحراوية الوطنية ظلت لوقت طويل
تستفيد من عائدات توزيع اللحوم، قبل أن تتنازل عن العائدات لمقرب من مسؤول
عسكري في منطقة ، دخل على خط الاستفادة من – البقرة الحلوب –
معدل أفراد العائلات التي تستفيد من
المساعدات الغذائية، يتعدى في أحيان كثيرة ستة أفراد بالنسبة إلى كل أسرة، حصة
الاستفادة تشمل تقريبا كيسين من الدقيق ونصف لتر من الزيت للفرد الواحد وقالب سكر،
وقنينة غاز لكل فرد عن كل شهر. تعقيدات توزيع المساعدات الغذائية حملت السلطات على
تعيين مؤطر لكل 25 عائلة، يساعدون على تسهيل وصول المساعدات الغذائية إلى السكان،
غير أن الظاهرة التي انتشرت هنا بالمخيمات، تكمن في أن الكثير من العائلات التي
تستفيد من التموين تعيد بيعه إلى لوبيات الاتجار في المواد التي تنقله بدوره إلى
مدينة اكدير حيث يعود التموين من حيث أتى، الشمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق