إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 31 يناير 2012

وضعية أسر شهداء حرب الصحراء


 معاد قبيس :
الكاتب العام للجمعية الوطنية لأسر
شهداء ومفقودي و أسرى
الصحراء المغربية

تصريحات السيد الوزير المكلف بالدفاع الوطني التي أفادت أن " الجانب الاجتماعي يحظى بأهمية بالغة في صفوف القوات المسلحة الملكية المغربية ". توحي بأن الوضعية الاجتماعية لكافة أسر الجنود في حالة جيدة ويحسد عليها . لكن يكفي البحث في الملف الاجتماعي لأسر الجنود الشهداء والمفقودين والأسرى الذي ظل طي النسيان إلى يومنا هذا لما يزيد عن 30سنة، لمعرفة أن الوضع جد مزري ، و ليتجلى بوضوح أن هذه الفئة من المجتمع والتي تمثل شريحة كبيرة لا يمكن فصلها عن أسرة الجيش (25000 شهيد، 2400 أسير مغربي و700 مفقود) لم تحض قط بأي اهتمام من لدن الجهات الرسمية و لم تأخذ الدولة بصفة عامة و لا الجيش بصفة خاصة بعين الاعتبار التضحيات الجليلة التي قدمها الشهداء والمفقودين والأسرى المفرج عنهم ، دفاعا عن قضية يجمع الكل على أنها مقدسة .
إن ما تعيشه أسر الشهداء و المفقودين خاصة من وضعية اجتماعية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها جد مزرية ، 100 بالمائة من الأرامل يعانين من أمراض مختلفة و شديدة الحدة : ( داء السكري – هشاشة العظام – التوتر وارتفاع الضغط –الروماتيزم ….. ) وكلها أمراض تفاقمت مع غياب التغطية الصحية التي حرمن منها إلى حدود سنة 2007 ، أكثر من90 بالمائة من الأبناء يعيشون مشاكل نفسية أدت ببعضهم إلى حد الانتحار ، نتيجة الإحساس بالتهميش والإقصاء و الحرمان الاجتماعي بالإضافة إلى أمراض عضوية أخرى ،و 80 بالمائة منهم يصارعون البطالة في غياب أدنى شروط العيش .
فأين قول السيد الوزير من الصحة و الحقيقة . يبدو أنه يعيش خارج التغطية و التاريخ ، ولا حول له ولا قوة فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي . وليقتنع السيد الوزير أكثر،فإنني أحيله على التعامل المخجل الذي صدر عن مدير مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء المحاربين والعسكريين عندما وعد لأكثر من مرة عبر اتصال هاتفي بالجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، بعقد اجتماع مع مكتبها من أجل تدارس المشاكل العالقة ، دون أن يفي بوعده لأربع مرات على التوالي .
وأظن أن أفضل هدية منحتها وتمنحها الدولة اعترافا بالتضحيات الجسام التي قدمها شهداء ومفقودي و أسرى الصحراء المغربية، لأسر هذه الفئة بمناسبة الذكرى 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان و فاتح السنتين الهجرية و الميلادية هو المزيد من التهميش والإقصاء المقصود والممنهج في حق من ضحوا بأرواحهم من أجل أن يبقى كل أفراد المجتمع آمنين وراء الحدود . فأي اهتمام هذا و أي منطق ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق