إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 10 مارس 2012

ضابط صف "متحضر"لأسر الشهداء بطاطا ؟!



العيرج إبراهيم :ابن شهيد

          ليته لم ينبس ببنت شفة رغم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ،حتى لاينطبق عليه القول المأثور سكت قرنا و نطق بعرا ،أوكالغراب حينما يعتلي شجرة فتبدو له الكائنات الأخرى من جنسه مجرد بعوض و حشرات. 

         في مخاطبته لذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين قال "أنتم متحضرون، ولستم كهؤلاء-نكرة- في إشارة لأرامل وأيتام شهداء حرب الصحراء"، إنها العبارة  حسب ما أكد لنا نشطاء الجمعية التي تلفظ بها أحد ضباط الصف الطامحين لولوج رتبة ضابط من أفراد القوات المساعدة بمدينة طاطا يوم 22/02/2012 خلال الاعتصام الذي خاضه فرع الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى حرب الصحراء داخل عمالة الإقليم المذكور.

        هي كلمة خفيفة على اللسان، لكن وقعها النفسي أشد حدة من ضربة السنان بالنسبة لمن تلقوها مباشرة من أرامل و أيتام، لأنها صدرت على لسان شخص من المفروض أن يكون من السباقين، ومن أوائل المتعاطفين مع هذه الشريحة ،باعتبار مشاركة أفراد القوات المساعدة إلى جانب إخوانهم من الجنود إبان حرب الصحراء دفاعا عن الأقاليم الجنوبية ،حيث كانت أجساد الشهداء تتفحم و تستحيل أشلاء تحت نيران و قصف العدو،كما يعتبر من أكثر الناس دراية بأوضاع الأسر–كان من الممكن أن تكون زوجته وأبناؤه رفقة  المعتصمات و المعتصمين- الاقتصادية و الاجتماعية على الأقل بسبب ما يتناهى إلى أسماعه عن مأساة أسر الشهداء والمفقودين ،وعما عاناه الأسرى أكانوا مدنيين أو منتمين لصفوف كل من القوات المساعدة و القوات المسلحة الملكية بمخيمات تندوف.

     فبعد تفكير عميق و تقليب للفكرة من عدة وجوه، لم نجد لهكذا سلوك بما فيه من مساس بكرامة هذه الأسر من تفسير سوى أن صاحبنا يبقى واحدا من اثنين:
*إما إنه يمارس أقصى درجات السخرية و التهكم من المؤسسات الرسمية للدولة في تعاطيها مع ملف أسر الشهداء والأسرى والمفقودين، و هذه تحسب له.
*أو هو ببساطة كائن سادي يتلذذ بتعذيب الآخرين دون مراعاة لمشاعرهم ،و بالتالي يبقى في حاجة لأبجديات احترام الزي الرسمي أولا الذي نكن لأفراده كل الاحترام ، و أن يحافظ  ثانيا على سمعة أفراد الإطار الذي ينتمي إليه لأنهم منا و إلينا، و بين صفوفنا أيتام شهداء القوات المساعدة و أراملهم، كما زوجات المفقودين منهم خلال حرب الصحراء .
     
      فإكراما منا لشهدائنا واحتراما لهذا الإطار الذي نتقاسم و إياه نفس المعاناة فضلنا إثارة الموضوع إعلاميا مع عدم إثارته قضائيا.

      فإذا كنا و سنظل في الجمعية الوطنية لأسر شهداء و مفقودي و أسرى حرب الصحراء نسجل غياب أي التفاتة من طرف المؤسسات الرسمية لصالح هذه الشريحة  –اللهم ماكان لصالح الخونة و الجلادين والمتسللين في عباءة العائدين- و ما تستحقه من رعاية على مستويات عدة ،والتنكر للشهداء بعدم تخليد  يوم وطني يؤرخ  لذكراهم و بطولاتهم و تشييد نصب تذكاري لهم ،فعلى الأقل أعينونا بصمتكم و لا تزيدوا لأسرنا جراحا أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق