إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 27 فبراير 2012

جبل المصالح تمخض بحي الشهداء فولد فأرا



العيرج إبراهيم : ابن شهيد في عطالته18
               بعد سبات طويل حلت في الآونة الأخيرة بحي الشهداء بايت ملول مجموعة من أفراد المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية في زيارة تفقدية بطعم الإهانة  لم تشمل الجميع كان من الممكن أن يكون لها وقعها وتأثيرها و تحدث ارتياحا لدى أرامل و أيتام الشهداء لو تمت منذ سنوات مضت، لتقديم خدماتها لصالح  أفراد هذه الأسر ورعايتهم من كافة الجوانب الإنسانية: النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية، التعليمية، الوظيفية و الترفيهية....

            و إن كنا في مقال سابق و من باب افتراض حسن النية عبرنا عن استبشار الأسر بهذه الزيارة  و لم نعلق عليها  في حينها حتى لا نستبق الأحداث، فإننا لن خوض هنا في حيثيات و أسباب و توقيت الزيارة،و ما إذا أملتها ضرورات موضوعية  لتصحيح أخطاء ارتكبت في حق الشريحة ومحاولة التعويض عنها بناء على خطة مدروسة لنفض الغبار عن المأساة التي عاشتها الأسر في صمت ولازالت ،أو ما إذا كان  الأمر بإيعاز فقط من جهات أخرى  رغبة في تلميع الصورة الباهتة في أعين الشريحة التي تركت لمصيرها في مواجهة المجهول .

           وإذا كان الهدف من هذه الزيارة التي تمت بتنسيق مع السلطة المحلية هو تدارس إمكانية استفادة  أيتام الشهداء وباقي أبناء الجنود ،المحالين  منهم على التقاعد و من لا زالوا في الخدمة ،من تكوين مهني في أفق إدماجهم في سوق الشغل.
          فإن ما يعنينا منها هو الشق المتعلق بأيتام الشهداء والناشطين منهم داخل فرع الجمعية الوطنية لأبناء شهداء ومفقودي و أسرى حرب الصحراء بايت ملول.

          فالملاحظ أنه في الوقت الذي كان مفروضا أن تقدم لذوي الشهداء و المفقودين و الأسرى كل أشكال الدعم و المؤازرة المادية و المعنوية لتجاوز محنة فقدان الأب ،الزوج،الابن و الأخ لما لهم من مكانة في قلوب أهاليهم وذويهم،أن الزيارة سببت استياء عارما و زادت من خيبة أمل الأسر المعنية في مثل هذه المؤسسات بل أحييت مواجعها لما فيها من ذر لمزيد من الرماد في أعين الشريحة. كيف ذلك ؟
        إنها درجة الاستياء و الغضب التي عبر عنها أحد أيتام الشهداء ممن شملتهم الزيارة الماراطونية قائلا:"إنها أقصى درجات السخرية ،هل أبناء الشريحة بما  لهم من الدبلومات في أمس الحاجة للإدماج المباشر ،أم للتكوين في معهد لن يرى النور إلا بعد سنوات ،مع العلم أن أصغر الأيتام جاوز الثلاثين." لتستطرد أرملة قائلة و قد فاضت عيناها دمعا :"ضحكوا علينا و مازال بغاو يضحكوا على ولادنا الله ياخد الحق".

        فإلى متى ستستمر أشكال التنكر و الإهانة لأسر سقى ذووها بدمائهم الطاهرة رمال الصحراء في سبيل استرجاع الأقاليم الجنوبية،و أفنى الآخرون زهرة عمرهم من أجلها تحت السياط و التعذيب، كما لا زال مصير بعضهم مجهولا؟ وهل بهذه الطريقة يتم تكريم أيتام و أرامل شهداء القضية الأولى ؟
         
        

هناك تعليقان (2):

  1. الله ياخد فيهم الحق
    لاادري بصرحة كيف تفكر هذه المؤسسة
    أبناء الشهداء تجاوز أغلبهم الثلاثين فعن أي تكوين يتحدثون أضف لذلك أن أبناء الشهداء و المفقودين و الأسرى لديهم شهادات متنوعة لم تنفعهم بأي شي
    المهم الحديث في هذا الموضوع كبير وباختصار لن نسمح لهم إلى يوم الحشر

    ردحذف
  2. -اشكرك اخي ابراهيم
    SAMIRA
    في بادئ الامراشكرك اخي ابراهيم على دفاعك المستمر عن هذه الشريحة الاجتماعية التي عانت ولاتزال تعاني من القهر والتهميش المادي والمعنوي ولا حياة لمن تنادي من هذه المؤسسة الاجتماعية التي اقيمت خصيصا لتقديم المساعدات الضرورية لهذه الفئة الاجتماعية ولكن نرى العكس لا تجد ادانا ساغية لمن صغيرالمسؤولين ولاكبيرهم لا من يعطيك وقتا لتكلمه كل شئ بالمحسوبية وكذلك نفس الشئ بالنسبة للمستشفى العسكري. نتمنى من الجهات المسؤولة التحرك عاجلا لتصحيح مسار وهذف هذه المؤسسات.

    ردحذف